حلم التحليق
حلم التحليق ليس رفيف أجنحة، لكنها شطحات الإرادة نحو الأزرق اللا متناهي. كنت أسير في طريقٍ أعرفها جيدًا، احفظها، عن ظهر قلب. خارجًا من عند صديق لي ةعائدًا إلى البيت. الوقت بدا متأخرًا. كنت ادندن -كعادتي، إذا ما سرت ليلًا، منشرح الصدر، متغنيًا بأهازيج الطرب ومترنحًا من صبوة السهر. كان الجو صحوًا. وكانت الليلة الخريفية يتسرب إليها بدايات البرد، لكن، هل يمس جسد عاشق؟ انعطفت يسارًا، مارًا بِـ ومتجاوزًا شجرة الليمون. متنبهًا ألا تعلق شوكة بثيابي أو بوجهي. ممتعًا النفس في لحظة مروري تلك، باستعادة أوقات اللعب هناك. وتخيلت تلك الرائحة، بحثت في رأسي عن ذكرى تمثِّل تلك الرائحة، لم أجد ما يماثلها. رائحة الهواء الرطب والتربة التي تسبق المطر مباشرة، ممزوجة بشذى الليمون وعبير أزهاره، تلك الرائحة -كيف يمكن أن اسميها؟ - ماذّة؟! رائحة عبقة وماذّة. تلك التي نستشعرها من خلال غدد الفم وعلى طرف اللسان. تتضوع إذن من أوراقها الداكنة الخضرة ومن عصارة أغصانها المتينة. كنت أعرف في داخلي أنها، أي تلك الرائحة، هي رائحة الطبيعة البكر. هكذا تكون عند البداية. عذوبة (أو مذاذة) وشوك. كان هذا عندما انعطفت يسارا وده...