كائن لا تحتمل خفته. رؤية جديدة
(كائنًا لا تُحْتَمَل خِفّتُه: يبحث عن المعنى) (1) فى البَدْء كانت الكلمة من فكرةٍ ما، تنبثق الحياة، والأشخاص، أيضًا، تولد حكاية كاملة، بالفعل إنها تكون. ففي البدء دائما فكرة. تدور في رأس كاتبها، تنقر، مثل الفرخ كِلْسَ بيضتِهِ، ثم تولد، تخرج للوجود بفعل الكتابة، أحداثاً، وأشخاصاً، سريعاً ما يكبرون. وبالتفكير الجيد، نعود إلى الوراء، ودائماً إلى البدايات. لأن كل فن منشأهُ الخلق، والرواية فن، إنهم يوجدون إذن هكذا، كباراً، بفعل الخلق. الكاتب "يعزف، على إيقاع الكمان، لحناً، ناعماً، هادئاً، حزين" (1) فكرة، وسؤال: أليس من ذلك بد؟ الكمان يَشْرَقُ، يَشْهقُ ثم يَجهَشُ بالبكاء كلما مس الوتر عصا القدر. ويجيب: "ليس من ذلك بد. ليس من ذلك بد." نعود لفكرة الخلق. ما هى الحياة؟ هل تبدأ عندما يولد الأشخاص، أم تنتهى بالولادة؟ يقول ساراماجو: الحياة تبدأ بعد ذلك، وكثيراً ما تبدأ متأخرة جداً، دون حساب تلك التي ما تكاد تبدأ حتى تنتهي. لهذا السبب صرخ الآخر، "آهٍ، من يكتب إذن حكاية ما كان يجب أن يكون!" (2) حسنٌ جداً، المرء عندما يبدأ في التفكير، يحاول ا...