المشاركات

عرض المشاركات من 2023

آلام وشرود

كنت أقف مستندًا إلى سور مدرسة الزراعة فى انتظار السيارة التي ستقلنى إلى بلدتي. في الناحية المقابلة أمام المقهى حلقات صغيرة لفتيات ينتظرن. تمنيت لو تبقى معي جنيهًا اضافيًا كي اجلس على المقهى وأطلب شايا. لكن طريقي من الكلية إلى وسط البلد، تعيدني يا مولاي كما خلقتني، أقصد من دون نقود طبعا. ما حدث أنني وفى طريقي نحو الميدان انعطفت ناحية أكشاك بيع الكتب المستعملة. وبينما أنكش في تراب الأرصفة، وجدت كتابًا كنت ابحث عنه من مُدّة فدفعت فيه ما تبقى معيّ واستسمحت البائع فى خصم جنيهان فقط والتى كانت كافية للمواصلات. ولا أعرف لما لم اذهب إلى محطة القطار -كنت سأوفر جنيهًا على الأقل أو أكثر إذا ادّعيت أنني من بنها أو تهربت من الكُمْساري- لكنني فضلت السير حتى وصلت إلى هنا.  في ظل غرقي في خيالاتي وحساباتي المالية الباهتة، تقدّمت نحوي فتاة، كانت تقف على الجانب الآخر. ولا أعرف لما راودتني تلك الخاطرة -العجيبة- بأنها تقصدني -أنا- تحديدا، إلى أن وقفت أمامي. قالت: أهلا. قلت بتردد: أهلا.. وسهلا. اشارت باصبعها الرهيف نحوي: أنت معنا فى صيدلة، صح؟ هززت رأسي.. رحت بخيالي في ذلك الوجه، الشاحب، ويبدو أنني شعرت...